ألباريس يتهم الحزب الشعبي بأنه "مهووس بالعداء للمغرب" ويؤكد على ضرورة أن تكون العلاقات جيدة مع الرباط
اتهم وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الحزب الشعبي "PP" اليميني المعارض، بأنه "مهووس بالعداء للمغرب"، وذلك في معرض جوابه على نائبة برلمانية تنتمي للحزب المذكور، في جلسة بالبرلمان أمس الثلاثاء، نوقشت فيها العلاقات المغربية الإسبانية.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن النائبة البرلمانية عن الحزب الشعبي، بيلار روخو، كانت قد وجهت سؤلا لألباريس، طالبت فيه معرفة تطورات خارطة الطريق الجديدة بين الرباط ومدريد، وجددت السؤال عما إذا كان المغرب اخترق هاتف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، مما دفع بألباريس إلى اتهام الحزب الشعبي بأنه حزب أصبح مهووسا بالعداء للمملكة المغربية.
وأضاف ألباريس في نفس السياق، بأن الحزب الشعبي الإسباني "أدار ظهره" للمغرب تحت قيادة ألبيرتو نونييز فييخو، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه العلاقات مع بلد مثل المغرب، جيدة، خاصة في ظل الروابط والشراكات العديدة التي تجمع بين البلدين.
وأوضح ألباريس، بأن قيمة العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا تتجاوز 20 مليار أورو، كما أن المملكة المغربية تُعتبر ثالث شريك لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التعاون الثنائي الذي يجمع البلدين في قضايا مثل الهجرة ومكافحة الإرهاب.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإسباني، كان قد وجه في أواخر يناير الماضي انتقادات حادة لأحزاب اليمين، بسبب استمرارها في الادلاء بتصريحات وخرجات معادية للمملكة المغربية، واستغلالها لبعض القضايا التي لم يتم حلها بعد بين مدريد والرباط، مثل قضية الجمارك التجارية بسبتة ومليلية، حيث اعتبر بشكل غير مباشر أن ذلك مزايدات سياسية.
وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية أنذاك، فإن ألباريس حل باللجنة الفرعية للبرلمان للرد على بعض الأسئلة والانتقادات التي تُوجه للحكومة، خاصة من طرف أحزاب اليمين، كالحزب الشعبي "PP" وحزب "فوكس"، وتتعلق حول التأخر في فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية، وعدم اعتراف المغرب بسيادة إسبانيا على المدينتين.
وقال ألباريس، وفق الصحافة الإسبانية، بأن الجمارك التجارية في مدينة سبتة لم تكن موجودة قبل حكومة بيدرو سانشيز، وإغلاق نشاط الجمارك في مليلية تم في 2018، ومع ذلك لم يكن الحزب الشعبي المعارض يناقش هذه القضايا، حتى قامت حكومة سانشيز بوضعهما على طاولة المفاوضات مع المملكة المغربية.
ولمح ألباريس بهذا التصريح، بأن الأحزاب اليمينية، وعلى رأسها الحزب الشعبي لم تكن تهتم لموضوع الجمارك التجارية في كل من سبتة ومليلية، بل لم تعترض على إيقاف نشاط الجمارك في مليلية في 2018، لكن بعد أن قامت حكومة سانشيز بالوصول إلى اتفاق مع المغرب لإعادة فتح الجمارك في مليلية وإنشاء جمارك في سبتة، بدأت تستغل هذا الموضوع لانتقاد الحكومة الإسبانية بسبب التأخير الحاصل بشأن فتحهما.
وبخصوص مطالب حزب "فوكس" المتكررة بضرورة اعتراف المغرب بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية، بدعوى أن مدريد اعترفت بسيادة المغرب على الصحرء، طالب ألباريس من زعيم "فوكس" بالتوقف عن إطلاق تصريحات معادية للمغرب، قائلا بأنه ليس مطلوبا من الرباط بأن تقوم بذلك.